الخميس، 20 أكتوبر 2011

تحديات العنف للحرِّية والإبداع

تبقى الحرِّية أمل الشعوب المكبلة، وحلما يراود أجيالها المضطهدة، تطمح لرؤيتها يوماً ما إلى أرض الواقع، كي تنتشي بمذاقها وتتمتع بممارستها، وتسترجع كرامتها الممتهنة. لقد ولد الإنسان حرا لولا التسلط والإستبداد والظلم والعنف الذي سرق حرِّيته، حتى كاد يخشى التحدث مع نفسه، فضلا عن البوح بقناعاته ووجهة نظره. ومن تحدى الممنوع وخاطر باعلان معارضته وبيان وجهة نظره كان مصيره التشريد والسجن والتعذيب والحرمان والقتل في ظل أنظمة إستبدادية متسلطة. لكن رغم كل ذلك ظلت الشعوب تطالب بحرِّيتها وتتوق إلى أجواء التحرر من عذاب الإستبداد والعنف لتطرح رأيها وتفصح عن آمالها وتطلعاتها، وتعبر صراحة عن قناعتها، ويكون لها وجود حقيقي يفرض نفسه في المعادلات السياسية.
ولا يكتب للمجتمع المدني النجاح ما لم تتوافر أجواء حرة تسمح بالتعدد والإختلاف الذي يتجلى عبر الأحزاب والجمعيات والصحف والمجلات، سيما المعارضة منها. وحينما تتوفر الحرِّية تصبح القرارات، خصوصاً القرارات المصيرية، أكثر متانة وقوة. لأنّها لا تتبلور وتكون قوية إلا بتعدد وجهات النظر، وممارسة النقد بعيداً عن أجواء الخوف والإضطهاد. وهذا بدوره يتوقف على حرِّية الرأي والتعبير. كما ان تقويم تجربة الحكم ونقد الممارسة اليومية للسلطة والمعارضة معا لا تتحقق إلا من خلال أجواء حرة تسمح بذلك. إذن فالحرِّية، التي هي الركن الأساس لقيام المجتمع المدني، تحقق مكاسب عظيمة للفرد والمجتمع معاً. وأوّل تلك المكاسب أنها تشخص نقاط الضعف من خلال النقد البناء وتساعد على صدور قرارات محكمة ومتبناة من قبل الشعب الذي ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في بلورتها. وثانياً، أنّ الأجواء الحرة تساعد على نمو القابليات والإبداع، وتساهم في اثراء التجارب عبر النقد والتقويم الحر والشجاع. ثالثاً، انّ الحرِّية توفر أجواء آمنة نقية لا تشوبها شائبة العنف، حتى يتمكن الرأي المعارض من التعبير عن وجهة نظره علنا وأمام الجميع بعيداً عن العنف. وبهذا يتضح أنّ العنف أقوى تحد يواجه الحرِّية، لأنّه يقمع الآخر ويصادر حرِّيته.
ثمّ ان قمع الرأي الآخر واحصاء الأنفاس يتحول بمرور الأيام إلى تمرد، ورفض، وثورة وعصيان، والبحث عن متنفس لتفجير المكبوت وفري الأورام المتخزنة، لينقلب كل شيء ضده، فيسود العنف ويتزعزع الأمن والإستقرار. وهذا ما نشاهده في الدول التي يسودها نظام بوليسي مخابراتي صارم يكمم الأفواه، ويضطهد كل لون من ألوان المعارضة حتى بيان وجهات النظر أو إبداء ملاحظات تقويمية. ويطالب الناس دوماً بالعبودية والطاعة للسلطان. فهذا اللون من نظام الحكم لابدّ أن يواجه تحديات مخزونة تفاجئ الأجهزة الأمنية وتربك الوضع. لذا ليس أمام الأنظمة سوى المزيد من الحرِّية كي يتنفس الفرد ويلقي همومه على صفحات الإعلام ولا يتحول إلى قنابل موقوتة تنتظر الفرصة لتتفجر وتفجر الوضع معها.
إذن لا تتحقق مصداقية المجتمع المدني ما لم تكن السلطة مراقبة من قبل برلمان منتخب بشكل شرعي، وصحافة حرّة تعبر بكامل حرِّيتها عن وجهة نظرها، وتلاحق المسؤولين الحكوميين في قراراتهم للتأكد من حماية حقوق الفرد والمجتمع طبقاً للقوانين المعتمدة. وسيِّئة العنف انّه يقمع الرأي الآخر ويحرّم النقد ويتستر على الجريمة والتلاعب والإنتهاكات، فيخسر الفرد كرامته بعد ضياع حقوقه. ولا يختص الأمر بالحرِّيات السياسية وإنّما هو شامل لكل الحرِّيات. أي كما انّ الأداء السياسي يتطلب هامشاً كبيراً من الحرِّية لتفادي العنف، كذلك الأمر بالنسبة إلى العقيدة والفكر والدين، التي يتوقف أداؤهما على نفس المستوى من هامش الحرِّية السياسية أو أكثر، كي لا يصنع العنف من الإختلافات الفكرية والعقدية والدينية والمذهبية، عقدة نفسية، شعر معها الفرد بالحرمان والإضطهاد، فينقلب أكثر تعنداً وتصلباً لرأيه وعقيدته. بل ويبرر لنفسه ممارسة العنف لتحقيق شيئاً من حقوقه.
إنّ الحرِّية داخل المجتمع المدني ستضع العقائد والأفكار في مواجهة تحديات مثيلة تختلف عن تحديات العنف. فيفترض في كل عقيدة آنئذ إثبات جدارتها وعقلانيتها. أي انّ الساحة في ظل المجتمع المدني ستتحول إلى ميدان إختبار للأفكار الناجحة والعقائد السليمة، وسينكشف الزيف والتزوير وتسقط الأقنعة والممارسات الخاطئة باسم الدين والعقيدة والفكر، ويصبح البقاء للاصلح منها. ولا شك ان بعض القيمين على الفكر والدين، أيّاً كانوا، يرون في هذا اللون من الحرِّية خطراً حقيقياً عليهم، فيضطرون للدفاع عن مصالحهم باسم الدفاع عن الدين. ولا بأس في ذلك إذ طالما دافع فرعون مصر عن مصالحه الشخصية، التي تعرضت للخطر بسبب دعوة موسى (ع)، باسم الدفاع عن الدين. وكان يحذر قومه من خطر الدعوة الجديدة، مبينا لهم الهدف الحقيقي لموسى، من وجهة نظره، فيقول متهما اياه: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (غافر/ 26-27). غير أن بعض قطاعات المجتمع سرعان ما اكتشف خديعة فرعون والتحقت بالحق المتمثل بموسى (ع). إذا هامش الحرِّية الكبير الذي يوفره المجتمع المدني سيفضح الوجوه المقنعة بقناع الدين أو الفكر أو السياسة أو الوطنية وما شابه ذلك، بعد تلقى المواطن ثقافة حرّة مباشرة تنمّي فيه قدرة كبيرة على النقد وترقى به إلى مستوى المسؤولية السياسية تجاه الحكم، فيختار من له مصداقية تؤهله لتسنم السلطة كأداة لخدمة الوطن والمواطن معاً دون الإستئثار بها أو تكريسها لمصالحه الشخصية أو الحزبية.
إذا نخلص من إستعراض التحديات أن تداعيات العنف قد تكون أخطر من العنف ذاته، وان خسائر البشرية والأديان والحضارات تصل حدا يصعب تقدير حجمها. غير أنّ المؤسف انّ الممارس للعنف لا يعي حجم ما يترتب على فعله أو أنّه يقصد ذلك مما يكشف عن دواعي نفسية خطيرة.
المصدر: كتاب تحديات العنف

دليل الحريات في القرآن الكريم

1- حرِّية الإختيار:
قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ...) (الكهف/ 29).
- التطبيق الحياتي: إذا فكّرتَ تفكيراً حرّاً مستقلاً، فلابدّ أن يقودك إلى الحقِّ لأنّه ينسجم مع الفطرة الإنسانية السّليمة، وأمّا إذا استسلمتَ لهواك، وخضعتَ للتقاليد والعادات والأعراف والشهوات المنحرفة، زاغَ البصرُ وزالت القدم.
فالإنسان في الإسلام حرٌ في إختياره بعدما اتّضح له سبيل الرشد (طريق الحق) وسبيل الغيّ (طريق الكفر والإنحراف)، وعليه أن يتحمّل مسؤوليّة إختياره في النتائج الإيجابية المترتِّبة على الرشد والإيمان، وفي النتائج السلبية المترتِّبة على الغي والعصيان.
إذاً أنتَ الذي تصنع مصيرك بنفسك من خلال حُسن أو سوء إختيارك، ويصدق ذلك عليك كفرد وعلى المجتمع كمصير جماعي. ولابدّ من التنبيه والتنبّه إلى أنّ إرادة الله (تالية) وإرادتك (سابقة)، فعلى ضوء المقدّمات تكون النتائج.
ورد في الحديث: "مَن أرادَ عزّاً بلا عشيرة، وغنىً بلا مال، وهيبةً بلا سُلطان، فلينتقل من ذلِّ معصية الله إلى عزِّ طاعته".
وعن الإمام الصادق (ع): "إنّ الله فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يُفوِّض إليه أن يُذِلّ نفسه، قال: يتعرّض لما لا يُطيق، أو يدخل في ما يعتذر منه".
2- الحرِّية الفكريّة:
قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ...) (البقرة/ 256).
- التطبيق الحياتي: الله تعالى أعطاك فرصة الإختيار بعدما قدّم لك الأدلّة والبراهين، على أنّ الدِّين هو الحقّ، وأنّ الكفر هو الباطل، وبكلمةٍ أخرى، فإنّ الله لا يريد أن يفرض دينه عليك من خلال (التشريع) بل من خلال (الإختيار).
فالدِّين هو فكر وعلى مقدار أعمالك لعقلك تهتدي لصلاحه وصلاحيّته للحياة، وقد قيل: إنّ قضيّة الإيمان والكفر هي قضيّة إستعمال أدوات المعرفة التي تفتح قلبك على الحقيقة وعينك على الحياة.
فإذا أغمضتَ عينيكَ عن الشمس وأنكرتها فلا يعني ذلك عدم وجودها، بل يعني أنّك عطّلت أداة المعرفة بها والكشف عنها.
إنّ لك كامل الحرِّية في أن تطرح علامات الإستفهام التي تدورُ في ذهنك وتُطالب بالأجوبة الشافية عنها، حتى لا يبقى هناك شيء غامض يوحي لك بالقلق والحيرة، فالله تعالى لا يريد أن تكون لك حجّةٌ عليه.
3- الحرِّية الشخصية:
قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ...) (الأحزاب/ 36).
- التطبيق الحياتي: لا حرِّية أمام أوامر الله ونواهيه، بل لابدّ من الإستسلام المطلق؛ لأنّ إرادتك – بعدما آمنت – هي صدى لإرادة الله، فلا إستقلالية لك أمامه، إستقلاليّتك هي أمام الآخرين كلّهم، وهذا هو معنى أنّ (عبوديّتك) لله هي حرِّيّتك الحقيقيّة؛ لأنّها تُحرِّرك من كلِّ القيود المصطنعة.
فبإستجابتك لإرادة الله، تحفظ توازنك، ويحفظ المجتمع نظامه، وتحفظ الحياة قوّتها وإستقرارها وإزدهارها.
فسواء كان حكم الله موافقاً لمزاجك أو مخالفاً له، فلا مجال للإختيار الذاتي، أو الموازنة بين ما تريد وما يريد الله، هذا هو معنى (الإسلام).. فهو أن تختار ما يختاره الله، وأن تشتهي ما يريد لك الله؛ لأنّه لم يأمرك بباطل ولم ينهك عن حقّ، فكلّ ما في أوامره ونواهيه مصلحة لك قدّرت ذلك أم لم تقدِّر.
فأنتَ لستَ أمام قانون وضعي لتعطي رأيكَ فيه، فمصمِّم القوانين هنا ومُرتِّبُها، هو نفسه الذي صمّمك ورتّبكَ وركّبك، فعرفَ ما يُصلحكَ وما يُفسدك، فدعاكَ إلى الأولى ومنعك من الثانية؛ لتسعد في الحياة لا تشقى فيها.
يقول عزّوجلّ: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (النور/ 51).
وقال جلّ جلاله: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء/ 65).
وقال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ...) (النساء/ 125).
4- الحرِّية الجنسية:
قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) (الإسراء/ 32).
- التطبيق الحياتي: للعلاقات الجنسيّة في الإسلام نظام وقناة تأمين وهو (الزّواج) وما عداه فهو إعتداء على حرمات الله، وإنحراف عن القاعدة الإجتماعية التي أرد الله لها أن تحكم تلك العلاقات.
فالزِّنا ليس مسألة فرديّة تخضع فيها لمشاعرك الجنسيّة أو نزواتك الغريزيّة، بل هو تمرّد على نظام إجتماعي، وتُخطئ إذا تصوّرت أنّ الزِّنا أمر خاص لا علاقة له بالنظام الإجتماعي الذي يُحدِّد الخطّ الأخلاقي لعلاقاتك مع مجتمعك، حيث لابدّ من مراعاة العفّة والطهارة كقيم عُليا في هذه العلاقات، كما أنّ للزِّنا علاقة خطيرة في إختلاط الأنساب، وفقدان الجوّ الأسري الذي تسوده المودّة والرحمة.
وما يُقال عن الزِّنا، يُقال عن الشّذوذ الجنسي، لواطاً وسحاقاً، وبالتالي فليس في الإسلام (حرمان) بل فيه (تنظيم) و(تقنين)، أي أنّ القيود الشرعية في العلاقات الإنسانية تستهدف حماية الأجواء العامّة من النتائج السلبية.
لم يكن يوسف (ع) يعاني عنّةً جنسية، بل هو كأيِّ شابٍّ ممتلئ رغبة جنسية، لكنّه وقف في مفترق طريق، بين أن يُلبِّي رغبة إمرأة العزيز فيفقد مناعته الأخلاقية، ويخون وليَّ نعمته، وبين أن يرفض الإنحراف. ليحفظ لروحه طهارتها من خلال محافظته على طهارة جسده. فهو لم يكن يرفض المرأة بدليل أنّه تزوّج فيما بعد، ولكنّه رفض أن يعصي الله في علاقة غير مشروعة، ولذلك فإنّه بعد المرور بالتجربة الصعبة والنّجاح فيها، شعر بقوّته أكثر، وبحرِّيّته أكثر، وبقُربه من الله أكثر.
وبالأقوياء الممانعين – كيوسف (ع) وأمثاله – تُبنى الحياة الصالحة.
5- الحرِّية الإقتصادية:
قال تعالى في مجادلة قوم شعيب شعيباً (ع): (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ...) (هود/ 87).
- التطبيق الحياتي: الإسلام يدعو إلى الحرِّية الماليّة من خلال مصلحة الإنسان وتوازن الحياة، وهو يرفض الحرِّية الإقتصادية التي لا تخضع للمفاهيم الإنسانية والأخلاقية. فالإسلام هنا يفصل بين فهمين:
فهم قوم شعيب للملكيّة الفردية: (نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ)، بلا ضوابط.
وفهم شعيب (ع) للحرِّية الإقتصادية: (.. إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ...) (هود/ 88)، أي الإيمان بالحرِّية الإقتصادية على أن لا يستغلّها أصحابها في إفساد الحياة والناس، فإذا تحوّلت إلى عنصر إفساد، وقف الإسلام بحزم ليُقيِّدها.
قال تعالى في الحجر على أموال السّفهاء الذين لا يُحسِنون التصرّف بأموالهم: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا...) (النساء/ 5).
وبناءً على ذلك، فإنّ الإسلام يرى أنّ مصلحة الإنسان في الحياة تفرض بعض التحفّظات والقيود والضّغوط التي تُساهم في تصحيح مسيرته من جهة، وتمنع أيّة عمليّة إفساد في المجتمع من جهة أخرى، ليعيش المجتمع في توازن إقتصادي لا يُهدِّد إستقراره ولا يُعرِّض الناس للإبتزاز والإستغلال.