الأربعاء، 6 يوليو 2011

الجيل الجديد وأزمة البدائل الإسلامية

يثير عنوان المقال ( الجيل الجديد وأزمة البدائل الإسلامية ) مجموعة من الاشكالات ، ذلك أن تحليله إلى سلسلة متوالدة من التساؤلات المتحجبة وراء تقريريته الشاقة عن التسليم بأزمة هي أزمة غياب البديل الإسلامي ، وما يمكن أن ينجم عنها من آثار قد تصيب الجيل الجديد من الأعماق .
ولعل أهم الأسئلة التي أثارها العنوان هي :
أولا : البديل الإسلامي المنشود ، بديل ماذا ؟ ، أهو بديل للإسلام الموجود أم بديل الوافد إلينا من الآخر ؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل المشروع مشروطة بتحديد البديل .
ثانيا : أين مكامن الخطر المحدق بالأجيال الصاعدة ؟ وما الذي يتهددها فعلا وواقعا ؟
أهو سيل المعلومات الجارف والمتدفق إلينا عبر وسائل الاتصال التي أتاحتها ثورتي الاتصالات والمعلومات ، والتي حولت كوكبنا إلى قرية صغيرة تنتقل فيها المعلومات والصور والبضائع والسلع والأفكار والقيم مخيلة إيانا بلا حول ولا قوة إزاءها ؟ أم أن مصدرها الغياب التام للنتاج الاسلامي الذي يمكن أن يرد على تساؤلات الشباب وقلقه وتطلعاته وطموحاته ؟
ثالثا : هل الأزمة المشار إليها خاصة بالجيل الجديد دون سواه من الأجيال ؟ وهل هي ابنة اليوم ووليدة العصر أم أنها متجذرة تطفوا على السطح مع اشتداد المواجهة الحضارية مع الآخر وتخبو بخبوها ؟
أزعم أن المأزق الذي نتنادى اليوم للخروج منه والبحث عن سبل مواجهته ، مأزق جديد قديم ، جديد بمعطياته ، وطروحاته ، متجذر بإشكالياته ووجوده ، وإذا أردنا ألا نخوض بعيدا في البدايات الأولى له ، واقتصرنا على تاريخنا القريب ، أقصد بداية ما سمي بعصر النهضة العربية ، لوجدنا أن الوعي العربي الاسلامي قد تحرك كرد فعل على الزلزال الذي أحدثته المواجهة الحضارية مع الآخر ، أي الغرب ، بعيد الغزو الأوروبي للعالم الاسلامي ، وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت ، عام 1798 ، وقد كان لعامل اللقاء بين الأنا والآخر تداعيات على المستوى الداخلي للأمة ، صبغ بصبغها واقعنا وسجلاتنا الفكرية ولا يزال ، كما كشفنا أننا نرى إلا ذاتنا ولا نسمع غير صوتنا والتي اطلنا النوم على حرير أمجادها ، وكأننا لم نسمع إلى قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) .
ما تقدم لا يعني بالضرورة أن لكل لقاء بين الأنا والآخر لقاء درامي مأزقي ، بل ما يحدد طبيعته هو دافع الذوات المتقابلة في اللحظة التاريخية المعينة .
لقد شهد التاريخ العديد من المواجهات الحضارية ، ومن المعلوم أن لا حضارة تنشأ وتزدهر بمعزل واستقلال عما سبقها أو يحيطها من الحضارات ، بل تتفاعل وتتلاقح معها ، وتضيف إليها من عندياتها ، مع الحفاظ على التمايز الحضاري لكل شعب ، ويكفي في هذا السياق أن نذكر تفاعل المسلمين الأوائل وانفتاحهم على الحضارات اليونانية والفارسية والهندية آنذاك كانت الذات الاسلامية في أوج نشاطها الروحي والمادي والعقلي ، وتعاطت بوعي وحرية ولا عقد مع الآخر ، بل شكرت له انجازه ، واعترفت له بفضل السبق فيما سبق إليه .
بالانتقال إلى الحاضر ، ما هي الصورة التي يتبدى عليها العالم ؟ وما موقعنا منه وفيه ؟
لقد شهد القرن الأخير ثورات ومنعطفات خطيرة وهامة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والفكرية والعلمية غيرت معالم كوكبنا تماما ، حتى المفاهيم والمعارف التي طالما ركنا إليها انمحت من معاجم تداولنا ، لا سيما مع ثورتي الاتصالات والمعلومات اللتين شهدتا تناميا متسارعا في العقود الخمسة الأخيرة ، فأزالت الحدود والحواجز بين الجماعات والأفراد والدول ، وغيرت مفاهيم الزمان والمكان والعمل مع ما يستتبع ذلك من انقلاب على القيم والسلوكيات والتعاملات الانسانية الفردية والعامة في شتى الميادين . فأين نحن من كل هذا ؟
من الجلي أن أزمتنا مضاعفة ، وسببها ذلك الفصام بين سلوكنا وتعاليمنا من جهة أفكارنا من جهة أخرى ، نحيا في عصر ونفكر في عقلية عصر آخر . ولا شك أننا ورثة حضارة عريقة أدت للإنسانية وللحضارة الكثير ، إلا أن السؤال الذي يلح هو ما فعلنا بهذا الإرث ؟
ولا شك أننا أيضا مستهلكين لمنتجات الحضارة الراهنة ، ولكن هل لنا موقع قدم على سلمها ؟ هل نحن شركاء فيها ؟
أزعم أن السلبية هي سمة علاقتنا مع الماضي الراهن ، مع التراث والحداثة ، وفي أحسن الأحوال فنحن مستهلكون لمنتجات الحضارة الراهنة والتراث معا ، ومقلدون بامتياز دون الالتفات إلى نفعية أو صلاحية ما نستهلك ونقلد .والحضارات بمكوناتها الروحية والمادية لا تعدو كونها تلك الاضافات والاستجابات التي يبدعها الانسان ويجترحها للرد على المشكلات والتحديات التي تواجهه، وهي تزول وتضمحل عندما تكف عن ذلك .
والفعل الحضاري وتاريخ الحضارات ليس تاريخ أشخاص أو أفراد ، بل هو فعل تشاركي ينهض به المجتمع ككل ، وليس حكرا على فئة أو جنس أو جيل ، فهل يطبق علينا هذا التوصيف ؟
نحن جميعا كمسلمين ، نصبو إلى بديل اسلامي حضاري اسلامي فاعل ينهض بالأمة وبالإنسان عامة ، ولهذا النهوض شروطه الروحية والمادية اللازمة وهو يستحيل دون تحققها وتوفرها ، والبديل الإسلامي يفترض أولا الاشتغال على الذات والتواصل مع الارث تواصلا فاعلا متجددا ، والإرث الأهم هو القرآن الكريم وهو حجر الأساس في بناء عمارتنا الحضارية ومائزنا عن سوانا .
أجمع المسلمون على أن المرجعية الأساس التشريعية والقيمية والعقدية هي القرآن ، وإن القرآن نص مفتوح على فضاء التأويلات والقراءات والاجتهادات الانسانية في كل مكان وزمان باعتباره رسالة للعالمين هدى وتربية وتزكية وتعليما وطريقة ومنهاجا لتحقيق الاستقامة والعدل على المستويين الفردي والاجتماعي ، ومركز قطبها جميعا ، وغايتها التوحيد المتمظهر في العبودية لله رب العالمين .
فهل يمكن الكلام عن البديل الاسلامي دون فهم الرسالة وإدراك مقاصد الشرع ؟
أو دون فهم المرسل إليه وقدراته واستعداداته وكوامن طاقاته وحاجاته وتطلعاته وتساؤلاته ؟
أو دون توفير الشروط اللازمة لتسييل الفكر إلى عمل ؟
وهل يصح طرح البديل الإسلامي دون معرفة بالزمان والمكان ؟
هذا الكم الهائل من الأسئلة والإشكاليات المطروحة تحتاج مقاربتها إلى تضافر الجهود وتشاور العقول وتشاركها ، ويبقى السؤال مفتاح المعرفة ، ومحرض العقل على التفكر وقادح زناده .
ولأن ما هو موجود غير شاف لا شكلا ولا مضمونا لتقادمه وعرفيا ومنهجيا ، نجدنا اليوم بأمس الحاجة إلى تجديد النظر في المرجعيات والأصول المعتبرة وإعادة قراءتها بعين العصر وروحه ومعارفه ومنهجياته وأدواته وفي ضوء مشكلاته وتحدياته ، أستدرك هنا للتأكيد على أن مقالتي هذه ليست دعوة إلى القطيعة مع التراث ونتاج الأسلاف الغني ، بل هي دعوة إلى الإضافة والاستفادة والاستزادة من منجزاته للاشتغال عليه وفيه اشتغالا صاقلا وناقدا ، إنها دعوة لتشييد البنى القوية الاسلامية على بنية تحتية جامعة تستنطق مقاصد الشرع من النص القرآني ليرفع فوقها الصرح المعرفي الاسلامي من كلام وفقه وتفسير وسواها من العلوم الاسلامية ، إنها دعوة لمقاربة مقاصد الشريعة وأهداف الدين والتي أرادها المولى عز وجل من وراء ارسال الرسل والرسالات ، والتي جعلت الأحكام طرقا وسبلا .
أقول هذا لأن الآية انقلبت فالواقع الاجتهادي مثلا يتحرك وكأن الأحكام مقصودة لذاتها لا لغرض ورائها ، ومعلوم ما من حكم إلا وتقبع خلفه حكمة ، وكل فعل إنما يكون لغرض وكذلك كل أمر ونهي ، وأجرؤ على القول إن كثيرا من الأحكام الجزئية والتشريعات الاجتهادية وقد تناست المقاصد أتت متناقضة مع الغاية والهدف المفترض لها .
وبمعنى آخر سقط الجوهر عن طريق التمسك بالجزئي والقشري ، فتحول السجود مثلا إلى استقرار الأعضاء وهو تجلي التوحيد في العبودية الحرة لرب العالمين في لأرقى أشكاله . وتحول الزواج إلى عقد يتملك الرجل فيه بضع المرأة وقد جعل المولى غايته السكن المشروط بالمودة والرحمة ، ومعلوم ما للروتين من آثار ومترتبات متباينة أشد التباين .
والمثال الآخر هو علم الكلام والذي عرف تقليديا بأنه علم الدفاع عن العقيدة ، فلا زلنا نتداوله ونلقنه بحرفية ما ورثناه من القرن الرابع للهجرة ، ومعلوم أن اشكالياته متساؤلاته وردوده ومنهجياته إنما هي استجابة لتحديات ذلك الزمان وبأدواته ، أما نحن فبحاجة للرد على إشكالياته ومتساؤلاته اليوم حول الدين وبمنهجيات العصر ولغته التي يفهمها أبناؤنا ، وتعليق الاشتغال على هذا الأمر والاستهانة به لا بد وأن يدفع الجيل الجديد للبحث عن إجابات أسئلته في أماكن أخرى .
إذن أولى الواجبات الملحة بل وحق الدين علينا تجديده وبعث الروح فيه ، وذلك من خلال إعادة قراءته قراءة معاصرة تلب حاجاتنا وترد على أسئلتنا نحن ، وتستجيب التحديات التي نواجهها .
أما بالنسبة لعلاقتنا بالآخر ومنظومته الحضارية وهي لا شك حضارة تجتاح العالم ولها فعاليتها ، وتعمل جاهدة لتكريس ذاتها نموذجا أوحدا ، فلا نستطيع اليوم غض الطرف عنها وتجاهلها أو إيصاد الأبواب ونصب العوازل والسواتر دونها ، لاستحالة الأمر من جهة لا سيما في زمن الانترنت والفضائيات ، ولأن نفس الفعل الحضاري لمجتمع ما لا يكون إلا بالتواصل والتفاعل المبدع والخلاق الذي يتلاقح وينقد وينقض ، يتمثل ، ويهضم ويبيىء ما يصله من الآخر فيطبعه بطابعه ويضيف إليه ويشذب ما يحتاج إلى تشذيب ويهمل ما يتنافى أو يتناقض مع بنيته الحضارية والقيمية العقدية ، إنه تواصل الفعل لا الانفعال ، والاتباع والتقليد والاستلاب .
ما سلف يظهر أن المهمة التي ينبغي التصدي لها مهمة صعبة وشائكة لأن المشكلة التي تقابل مركبة ، نريد المشاركة في الحضارة العالمية مع الحفاظ على هويتنا ، وتمايزنا الحضاري ، بل نريد تقديم نموذج حضاري مختلف يصحح المسار ونحن خارج الفعالية الحضارية ، وبمعنى آخر علينا أن نجد أنفسنا كمسلمين وأصحاب حضارة موقعا ودورا فاعلا في عصر تجري فيه الأمور بسرعة الضوء ، وهو يستلزم بالضرورة الاستفادة من المنجزات الحضارية الراهنة ، وباعتبارها انجازا انسانيا عاما والتأسيس لرؤية اسلامية متجددة ومعاصرة ، تشكل القاعدة المعيار للنتاج الموجود أو البديل المنشود ولهذه العملية شروطها ، وهي شروط قيام ونهوض لا بد من تواصلها لأي مجتمع يبغي الخروج من ركوده إلى أفق الابداع والانجاز وأهم هذه الشروط على الاطلاق :-
1- إعادة الاعتبار للعقل : فالعقل هو الفصل المقوم للإنسان ومائزه عن غيره من الموجودات ، به كرم وبه يثاب ويعاقب ، ويعمر الأرض ويستخلف فيها من هنا ذاك الحث المتكرر في القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية على التعقل والتدبر والتفكر والتأمل والنظر والاعتبار تارة تفضيلا وطورا جمالا يستغرق الوجود كله ، والذي عبر عنه بأعمق ما يكون وأوجزه الآفاق والأنفس . إن ذلك التكثيف في الحض على التعقل بمفرداته المتنوعة يرفعه إلى درجة الفريضة وهي من أسف فريضة غائبة أو مغيبة ويكرس غيابها في اعتقادي ركوننا إلى فلسفة الواجب وتغليبها على فلسفة الحق ، إضافة إلى مجموعة سلطات كفت عقولنا عن النظر وأيدينا عن العمل وآليات الحجب والمنع والاقصاء والاستبعاد للمقاربات التجديدية النقدية ، ونتيجتها اللازمة التعطيل لكل فاعلة وابداع وتطوير ، ولكن هل للعقل أن يشتغل في الأسر وبعيدا عن فضاء الحرية ؟
2- ضمان الحرية : أو الاشارة إلى أن الحرية حق وليست معطى ناجزا بل تنجز وتتحقق من خلال عملية الكدح الفردي والجماعي ، والحرية مقصد من مقاصد الشرع ، قال تعالى ( يضع عنهم اصرهم والأغلال ... ) والضمير في يضع راجع إلى الرسول (ص) فيما يحمله من رسالة .
ومما لا شك فيه أن هناك العديد من السلطات التي تعارض وتنافي تنجز التحرر ، منها البيولوجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي ، فهي جميعا تعمل على قهر الانسان واستعباده إلا أن هذه السلطات لا صفة جبرية لها مع وجود الارادة والقدرة على الاختيار اللذين حيي بهما الانسان والقدرة على الاختيار تفترض التعدد والأختلاف وهما مظهران للثراء والغنى إذا ما عرفنا كيف ندير الاختلاف دون تحويله إلى خلاف واصطراع .
وبمعنى آخر الحرية لا تعني فقط حقنا في القول والاعتقاد والتعبير والعمل ، بل الاعتراف بحق الآخر المختلف والمغاير في كل ذلك أيضا والقبول به .والحرية ثقافة وهي الأرضية الخصبة للإبداع والفضاء الرحب للإجتهاد والابتكار وضمان فاعلية العقل ومفجرة الطاقات والاستعدادات والكوامن الانسانية ، أي أنها ما لم تتحول إلى جزء من شخصيتنا الفردية والجماعية وظلت مقولات تلوكها الألسن دون تسييلها على أرض الواقع والممارسة ، فلا يمكن اطلاق تسمية الحرية عليها ، ةلأعطت خلاف نتائج الحرية بل هي أخطر من الكبت والقمع السافرين .
ما تقدم اقرار بأن العقل والحرية شرطان ضروريان للنهوض الحضاري ولكن هل هما كافيان ؟
إن مآلات الحضارة الراهنة لشاهدة على ضرورتهما ، بل هي في ظل غياب الشرط الثالث شهيدتهما ، ويكفي في الدلالة على صوابية ما نذهب إليه أن منجزات الحضارة الفذة أدت للانسانية خدمات جليلة ، تحمل بذور فنائها وزوالها دون أن تتيح الفرصة لقيام حضارة بديلة ، إذ أن تهديدها يطال الكوكب برمته وما عليه ، صحيح أن منجزات الحضارة التكنولوجية والمعلوماتية والجينية ، على سبيل المثال ، وفرت للبشرية مزيدا من الراحة والرفاهية وقربت لمسافات والحدود ورفعت الحواجز بين الناس وقضت على العديد من الأمراض وهي تعد بالمزيد ، إلا أنه من ناحية أخرى أخلت بالتوازن البيئي للكوكب ، وتهدد بدماره بما أنتجته من أسلحة دمار نووي وكيماوي وجرثومي ، وبدا ان تعم خيرات الثروة والعلم والطبابة والرفاه في العالم فإنه يزداد انقساما وتتسع الهوة بين عالمين ، عالم يمتلك كل شيء يمثل 2% من مجموع سكان العالم وعالم متسلب ومجرد من كل شيء يمثل 98% من سكان العالم ، وبدل أن يكون هدف الانسان التقدم والتطور التقني والعلمي أصبح في خدمته ، فاستلبت انسانيته وتحول مجرد مستهلك وقلق لا فاعل .
إن تدارك هذا الخطر الداهم على الحضارة والانسان غير ممكن دون الشرط الثالث وأعني به الأخلاق ، ومما لا شك فيه أن الأخلاق بما هي قيم انسانية عامة مقصد أساسي من مقاصد الشرع كما جاء في الحديث ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالأخلاق هي البوصلة التيي تتيح إعادة توجيه المركبة التي تقلنا جميعا وجهتها الصحيحة ، وليست المشكلة في منجزات الحضارة أو العلم ، أو الابداع الانساني ، بل في سوء استخدام هذه المنجزات من قبل الانسان ، وفي استغلاله الوحشي للطبيعة والتعدي على قوانينها ، وعدم احترام الآخر وحقوقه ، ومادية الربح السريع وتحقيق المكاسب الآنية ، الشخصية والفئوية على حساب البشرية جمعاء ، إنه الجشع والطمع البشريين أنه طغيان وتغول الأنا والخروج على الوسطية والاعتدال السوية في التعاطي مع الذات ومع الآخر .
----------------------------------
د. زينب إبراهيم شوربا
رئيسة تحرير مجلة " المنطلق الجديد " اللبنانية